الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

سلامٌ دافئٌ عليكم

لكل أولئك الذين تكسرهم الكلمة و ترمّمهم النظرة ، الذين يخنقهم الصمت و هم في طريقهم الطويل إلى العمل صباحاً ، الذين يجتثون ابتساماتهم من صدورهم المتخمة بالكلام لأجل العابرين الغرباء ، الذين يكتمون أفكارهم بأشغال لا طائل منها و لا داعي لها ، الذين يجلسون في المقاهي و يدفنون أوجههم في الكتب و شاشات الهواتف كي يواروا عن العالم وحدتهم ، الذين يستمعون إلى فضفضات الأصدقاء بقلوب مفتوحة و يغصّون بأول كلمةٍ يهمّون بنبسها. لكل أولئك الذين تلمس الصدق في حشرجة أصواتهم ، و تلمح الحب في لمعة أعينهم ، و تدرك الحزن في ضحكاتهم. لكل أولئك الذين اذا توتّروا يتأتئون ، و اذا خافوا يضحكون ، و اذا بكوا يبتسمون ، و اذا حزنوا يذبلون. لكل أولئك الذين يتذكرون أعياد الميلاد ، و حفلات الزفاف ، و عشاءات التخرج ، و مجالس العزاء ، و ذكرى الرحيل ، و مواعيد التكريم. لكل أولئك الذين ينزوون في الزيارات العائلية و يجلسون وحيدين في المناسبات الاجتماعية ، الذين يديرون أعينهم على الموجودين ، و يتلفتون إلى الضحكات ، و يحاولون المشاركة في الحوارات ، و يعجزون عن بدء الحديث. لكل أولئك الذين لا يتذكرهم أحد ، و لا يفكر بهم أحد ، و لا يفتقدهم أحد ، و لا يبادر بالسؤال عنهم أحد ، و لا يعنون أي شيء لأي أحد. لكل أولئك المنسيين في هذا العالم ، سلامٌ دافئٌ عليكم.

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

اعتذرات آخر الليل ..

أعتذر. أعتذر لكل الأصدقاء الذين خذلتهم ، لكل الذين اقتربوا و أبعدتهم. لكل الذين ساندوني بنظراتهم ، منحوني أكتافهم ، مدوا لي أياديهم .. فدفعتهم. لكل الذين شاركوني مشاعرهم و لم أصارحهم بمشاعري تجاههم ، لكل الذين كتمت حبي عنهم ، لكل الذين انتظروا مني شيء .. أي شيء .. و ما أعطيتهم. أعتذر لكم. أعتذر عن كل النظرات التي أسدلت جفوني عليها ، عن الكلمات التي لم أقلها ، عن سعاداتي الصغيرة و الكبيرة التي حرمتكم منها ، عن لحظات الضعف التي كتمتها ، عن كل المرات التي احتجتكم فيها و لم أخبركم عنها. صديقي .. سامحني ، على كل لحظة فرح في حياتك أردتني أن أكون جزءاً منها و ما كنت ، على كل مرة فكرت بك فيها و لم أسأل فيها عنك ، على تقصيري معك في مناسباتك المميزة و الجميلة ، على الأوقات التي كان يجدر بي أن أكون فيها معك و ما كنت ، على أني لا أفكر بك بقدر ما تفكر بي ، على أني لا أخبرك كم أنت عميق في صدري و قريب من قلبي ، على أني غير موجودة في حياتك بقدر وجودك في حياتي. صديقي .. أنت الذي تقترب فأدفعك بعيداً و أنا أريدك أقرب ، لا تصدق جفافي. اقترب أكثر. كل ما في الأمر أن قلبي منكسر ، و أني أخاف لئلا ينكسر أكثر. صديقي .. سامحني فإني أخاف. أخاف من الأصدقاء الجدد ، من العلاقات التي توحي بالعمق ، من القلوب المفتوحة ، من العيون الصادقة ، من الأيدي و الأكتاف ؛ أخاف من كل ما أنت عليه من مثالية.

الاثنين، 13 يوليو 2015

أنت كنت.

كان عليك أن تحاول أكثر. كان عليك أن تحاول بعمق الجرح الذي تركته في قلبي ، بحجم الحزن الذي استحللته روحي ، بحرِّ الدمع. كان عليك أن تجلس معي ، بجانبي ، قريباً جداً إليَّ ، و كان عليك أن تتحدث معي. أنت أكثر من يعرف قلبي ، و أكثر من يعرف بأني ما كنت لأطالبك باعتذار ، ما كنت لأسألك التوضيح ، ما كنت لأنتظر منك التبرير ، كان يكفيني أن أرى الندم في عينيك ، كنت لأفهم اعتذارك المبطن و كنت لأقبله و لكنك لم. منحتك مئات الفرص الأخيرة ، خذلتني فيها كلها .. كلها. كان علي أن أحزن وحيدة ، و أبكي وحيدة ، و أيأس منك وحيدة ، و بعد كل ذلك أبقى وحيدة. مرَّ وقت طويل .. طويل جداً قبل أن أدرك بأني لم أخطئ يوماً معك ، و أنِّي ندمتُ كثيراً على أشياء لم أفعلها ، و أنِّي اعتذرت منك كثيراً على أخطاء لم أرتكبها. فاتني الكثير .. الكثير جداً و أنا أبكي كثيراً و أحاول أن أتجاوز كل جروحك ، و أنتظر عودتك. استغرقني الأمر الأبد لأستطيع اتخاذ القرار و أتجاوزك ، كنت أنهار أمام عينيك و كنت تغض الطرف عنِّي. أنا اليوم أقول لك بقوة القلب الذي ينبض بين أضلعي: أنت لا تملكني. لا يمكنك أن تغيب دهراً ثم أن تعود متى ما شئت و تتوقع بأن أكون كما تركتني تماماً ، في لهفة انتظارك. الحياة لا تقف عليك ، أنت محطة كانت و لم تعد ، أنت كنت .. و ما عدت. الشمس تشرق و تغيب ، الأيام تمضي ، العمر يجري ، و كان عليك أن تعلم بأن الندم لن يجدي و لن يكفي. في قلبي أشياء و أشياء لم تزل ، لا تسلني و تتوقع أن أجيب بغير هذا. أسامحك على كل شيء و لكني لن أستطيع يوماً أن أتجاوز اللحظة التي كسرتني فيها. كان عليك - عندما جئت إلي - أن تُحاول أكثر ، أو أن تحاول على الأقل. أنت أشحت بوجهك ، و هربت بعينيك عني ، و أنا أسدلتُ عليك الستار ؛ انتهت المسرحية. 

الخميس، 5 مارس 2015

عيد ميلادي الثالث و العشرون



أدرك في نهاية اليوم الذي من المفترض أن يكون الأجمل في عامي ، أولئك الذين يفكرون بكل التفاصيل الصغيرة التي بإمكانها أن تسعدني ، الذين يضحّون بأوقاتهم و أشيائهم الثمينة لأجلي ، أولئك الذين منحوني مكاناً عميقاً في قلوبهم. الشخص الذي يمنحني ابتسامة و حضناً صباحياً دافئاً و فطوراً شهياً ليمنح يومي بدايته. الشخص الذي يُفاجئني بقهوةٍ ساخنة و هو يفتح لي باب سيارتي و أنا في طريقي إلى العمل ، و يهديني وردة صفراء تمنح يومي الباهت نظارته. الشخص الذي يُفاجئني بكلمة جميلة ليكسر روتين ساعات العمل البطيئة. الشخص الذي يستقبلني بعشرات البالونات الزاهية في غرفتي بعد عودتي من العمل. الشخص الذي يفكر بأني سأقف أمام المرآة و يفاجئني بظرفٍ معلقٍ على طرفها ينتظرني لأفتحه. أدرك في نهاية اليوم الذي من المفترض أن يكون الأجمل في عامي ، أن السعادة لا تُشتري .. لا تُطلب .. لا تُسأل ، السعادة إن لم تأتِ لوحدها .. فإنها ـ حتماً ـ لن تأتي.

الأحد، 8 فبراير 2015

أفكر جدياً بمغادرة هذا العالم

أفكّر جدياً بمغادرة هذا العالم.
أفكّر جدياً في أن أغادر مخلفة ورائي كل ما أحبُّ و كل ما أكره ، كل مَن أحبُّ و كل مَن أكره ، أفكر في ترك كل الأشياء الصغيرة التي احتفظتُ بها مِمن أحبُّ دون أن يعني لهم ذلك شيئاً : المنديل المهترئ ، قلم الرصاص ، قطعة خشبٍ من كرسيٍ مكسور ، صورة لأشخاصٍ ثلاثة ما عادوا يعرفون بعضاً ، لوحةٌ مرسومة بألوان خشبية ، جواز سفر منتهٍ منذ خمسة عشر عاماً ، و كل الأشياء الأخرى التي تعني لي كل شيء و لا تعني لهم أيَّ شيء. أفكّر جدياً في أن أغادر تاركة كل القلوب التي تحبني تحترق ، كل الأفواه التي تحدّثني تدعو لي ، كل العيون التي تراني تبكي عليّ. هل يا ترى سيراني موتاً كل من كان يراني حياة ؟ ، كم من الأعذار ينبغي عليّ أن أسطّر قبل أن أغادر ؟ ، هل هناك عذرٌ .. سبب .. مبرر .. أو أي شيء يمكن أن يخفف من وجع الرحيل ؟ ، كلمة .. جملة .. نظرة .. أو أي شيء يمكن أن يقلل من وطأة الغياب ؟ ، لا أريد أن أفكّر في الوجوه التي ستكون حزينة اذا ما غادرت ، في العيون التي ستكون منكسرة اذا ما رحلت ، في القلوب التي ستكون محترقة اذا ما متٌّ ؛ أريدُ أن أفكر بأن هذه الأشياء ستنتهي و سأبقى بعد ذلك ميتة ، أريد أن أفكر بأني سأتحرر منك ، سأتخلص من عذابك ، سأنتهي من المأساة التي أعيشها جحيماً و يسمّيها الآخرون حياة. أريد أن أغادر هذا العالم و في عيني نظرة انتصار ، أريد أن أرحل و في قلبي رغبةٌ بالرحيل ، أريد أن أختار أن أموت و لا أريد أن أسمح لك بأن تقتلني.

أفكّر جدياً بمغادرة هذا العالم.
و أريد أن أعتذر لكل أولئك الذين سينظرون إليّ بنظرة عتابٍ منكسرة ، إلى كل أولئك الذين لن يسامحوني لأني لم أودّعهم ، إلى كل أولئك الذين منحوني أشياءً جميلة لم تُتِح لي تعاستي فرصة ملاحظتها ، أريد أن يسامحني أولئك الذين مسحوا دموعي ، و استمعوا إلى نحيبي ، و أمسكوا يدي في لحظة تيهٍ واجهتني ، أريد أن أعتذر لأولئك الذين يهمهم أن يروا وجهي ، و يسمعوا صوتي ، و يعرفوا أخبار يومي ، أريد أن أعتذر لأولئك الذين منحوني ما عجزتُ أن أمنحه لنفسي : شيء يسمى حياة. أريد أن يعتقوني لوجه الله ، أن يسامحوا بلادتي ، أن يعفوا عن قسوتي ، أن يترحموا عليّ دون دمعةٍ تؤذيهم من بعدي.

أفكّر جدياً بمغادرة هذا العالم.
تاركةً من بعدي كل الأحلام التي لم أحققها ، فلتسامحني الرواية التي لم أتمكن يوماً من إنهائها ، و الشهادة التي لم تسنح لي فرصة استحقاقها ، و الوظيفة التي لم أتمكن من الحصول عليها ، و البالون الذي لم أحلّق به عالياً ، و قفزة "الباراشوت" التي لم أقم بها يوماً ، و "المسدس" الذي لم أجرب الإطلاق منه أبداً ، و الحصان الذي لم أجرب ركوبه ، و المناطق الثلجية التي لم أزرها ، و رجل الثلج الذي لم أصنعه حتى الآن ، و البلاد التي لم أزرها ، و الكوخ الذي ما سكنته ، و اللغة التي لم أتقنها ، و اليخت الذي لم أتمكن من شرائه ، و كل الأحلام الأخرى التي لم أكتشفها بعد.

أفكّر جدياً بمغادرة هذا العالم.
و أريد أن يفهم هذا العالم لمَ لا أرغبُ بمصالحته ، أريده أن يعرف بأني أعجز عن تكوين علاقة انسجام معه دون أن أؤذيه أو يؤذيني ، أريده أن يكون على مرأى من قلبي الذي يتلوى ، على مسمع من صوتي التي يختنق ، على علمٍ بروحي التي تتمزق ، أريده أن يعلم بأن دموعي جفّت ، و كلماتي انتهت ، و صبري نفد ، أريده أن يرى كم أنا وحيدة و ضعيفة و مهترئة ، أريده أن يدرك بأن الحبل الذي يربطه بي يقتلني كما لو كان حبل مشنقة ، أريده أن يفهم بأني أعاني و أتألم و أحزن في كل لحظةٍ أقضيها معه ، أريده أن يدرك بأني لا أرغب بمغادرته و لكني مجبرة على ابتلاع هزيمتي و الرحيل.


أفكّر جدياً بمغادرة هذا العالم ، و لكني أجبنُ من أن أفعل ذلك.

الخميس، 28 أغسطس 2014

التفاصيل التي تموت دون حضورك.




أنت لا تفهم. أنت حقاً لا تفعل. أنت لا تدرك حجم هذا الشوق الذي يتعاظم فيَّ لحظة بلحظة كوباء. أنت لا ترى أنه يأكلني. يلتهمني قضمةً قضمة. أنت لا ترى اليأس في عيني. تفاصيل يومي تفتقدك. الشاي .. “الككاو” .. موعد المساء .. و عشرات القصاصات المتناثرة هنا و هناك. استيقاظي في الصباح .. ابتسامتي .. و كل هذه الصور التي ينقصها حضورك. الأكواب التي تفخر بنفسها على الرف. الإطار الذي يزهو بصورتك. فواصل الكتب التي لا تتوقف عن الكلام. الوردة التي تتراقص بزهوٍ في السيارة. الكلمات التي تستقبلني كل صباح. و الكلمات التي تودعني كل ليلة. الكريمات التي تقبّل وجهي و تسرّح شعري. المحابِس الثلاثة الذين لا يدورون في إصبعي. سورة الكهف يوم الجمعة. علبة الشوكولاتة البنفسجية. الكتاب قليل الكلام. مشبك الورق الذي لم يحتضنه أحد منذ الأزل. قطعة السبال المنسية. الورقة الرسمية ذات الخطأ المطبعي. القلب الورقيّ الأول. القاردينيا و الجوري الذين يرمقوني بنظرة الأسى. الأغصان الغضة و كل هذه الوريقات الخضراء التي تحميه. و ملايين التفاصيل الأخرى. أيامي الرتيبة .. لا أحبها في غيابك. حياتي المملة .. أكرهها و أنت بعيد. كل الأشياء السخيفة التي أحببتها لأنك معي ، لم يعد لها معنى بدونك.

الخميس، 23 يناير 2014

عن صديقتي التي ماتتْ.




صَديقتي ماتتْ.
لمْ أبكِ.
اكتفيتُ باحترام حُزنِ الجَميع على موتِها ،
وَ لمْ أحتَرم حُزني.
أنا غاضِبةٌ جداً منِّي.


كان بيني و بينَ صَديقتي ـ التي ماتتْ ـ سبعُ سنواتٍ طوالٍ عجاف ، حتى جاء الموت وِ أحدَث بيننا هُوّة عميقةً لا تُعبَر ، حُفرةً عملاقةً لا تُردَم. مَضى على موتِها ساعتان ، يومان ، أسبوعان ، و لم يَعد بإمكاني أن أدفن دموعي أكثر ، أنا أفيضُ مِنَ الدَّمع. عندما يسألون: "من الذي مات ؟" ، أنا أجيبُ: "صَديقتي." ، وَ أسخر منّي ، أتعامَلُ مع موتِها و كأنه مزحة ثقيلةُ من نوعٍ ما ، أنا لا أصدِّقني ، أنا ـ باحترافٍ شديدٍ ـ أكذِّبني ، وَ أضحك و أخرج و أستمتع و كأن هذه الفاجِعة التي ألمَّت بِروحي لا تعنيني ، أنا بطريقةٍ محترفةٍ أنسلخُ من قَلبي كأنه ليسَ جزءاً منّي.


"بشرى هلال" ياله من اسمٍ شاعريٍ جداً لشابةٍ كانت على وشكِ الزواجِ فماتتْ ، ما هذه البشرى الحزينة التي جاء بها هذا الهلال ؟ يالهُ من قاسٍ ، ياله من قاس.



"اللهم ارحم موتانا و موتى المسلمين. آمين."

الأحد، 20 نوفمبر 2011

أحبك .. يا ربيعَ العُمرِ







يكفي بأنِّي مُذ وجدتكِ ..

صرتُ أعرفُ ما أريدْ
وَ وَجدتُ روحي خلفَ بسمتكِ التي ..
صارَتْ مَعَ الأيامِ عيدْ
بالله قُل لي ..
كيفَ أحلمُ بالمزيد ؟
الروح أنتِ ..
و أنتِ أجملُ ما أريدْ
أنتِ الحياةُ .. بِـ كُلِّها
هل بعدَ هذا مِن مَزيدْ ؟

لـ ميسون السويدان وَ محمد صوفي


مُذ أتيتِ يا توأمي توقَّفتِ الأشياءُ عن المَجيء .. أو أنها لمْ تَفعل ؟ لا أعلمْ ! لكني بالتأكيد تَوقَّفتُ عن مُلاحظتِها ؛ مُذ جئتِ يا توأمي .. أتاني الأمانُ طوعاً وَ وَصَلت رحلَتي التي لَطالما ارتَقبتُها ، رحلةٌ .. أوضِّبُ فيها أحلامي وَ أفراحي وَ أتراحي .. ضَحكاتي وَ دَمعاتي .. ابتساماتي وَ آهاتي ، رحلةٌ أجِدُ فيها ذاتي التي سَقَطت مني سهواً في طريقي إليكِ .. سَقَطت مَع كل أملٍ احتوته أضلعي !
الموتُ وَ الخواءْ هُما ما حرَّضاني على الإنتظار كلَّ تلكَ السَّنواتِ العِجافِ التي سَبَقت مجيئكِ ـ كنتُ بانتظارِ أن أجد روحاً أحيا بها ، وَ وجدتُها فيكِ !
العام الذي جئتِ إليَّ بهِ كانَ عامَ غيثٍ أزهرَ بهِ عُمري ، أغثتِ به قلبي الذي أوشكَ على المَوتِ حالِكاً مُمزقاً ، يدكِ الرقيقةُ التي امتدَّتْ إليَّ انتَشَلَتني إلى عالمٍ أجمَلْ .. عالمٍ دافئ .. عالمٍ خالٍ منَ الخواءِ وَ الوحدة .. إلى عالمٍ يزهو بكِ !
بقربكِ ـ يا ربيعَ العُمرِ ـ نَمَتْ كلُّ أحلامي .. حبكِ الدافئ سَقانِي حتى ارتويتُ وَ ارتوَت هيَ هي فزاحمتِ السَّماء الشاسعة حتى ضَايقتها ..
مذ أتيتِ وَ أنا لا أنتظِر .. لا أرتَقِبْ .. لا أتوَجَّسْ ؛ مذ أتيتِ وَ أنا أحيا .. يا مَلاتِسي !

أحبكِ .. يا ربيعَ العُمرِ !

الاثنين، 24 أكتوبر 2011

إن اشتقنا إلينا - بالله علينا - أين قد نعثر علينا ؟




أتأملني ملياً و لا ألمحني
أنظر إلي و لا أراني
أبحث عني و لا أجدني
تباً .. أين أنا ؟


هل سقطت سهواً مني في سنين 
العمر الحزينة التي ماتت و 
سرقت مني الروح فأذبلتني معها ؟
أم أن دمعاتي التي تسابق بعضها
هطولاً سرقت مني عيوني بكل بساطة ؟


 أنا لا أدري أين أبحث عني ؟
في عيون الراحلين ؟
في قلوب العاشقين ؟
في ضياع التائهين ؟
لم أجدني في الزوايا الغابرة .. !؟
في الجروح الغائرة .. !؟
أيمكن أن أكون قد ظللت الطريق ؟
و ربما سقطتُ سهواً في الهاوية !


إني امتلأت ضياعاً
خبروني .. أين الطريق إلي ؟
لأني تائهة !

السبت، 22 أكتوبر 2011

ذُبولْ




و تَتَحدر دَمعاتي تُجرِّح وَجنتاي في طَريقِها إلى الهُطول ، يَذوي وَجهيَ المُحمَرُّ وَ أنْفي الذي صارَ إثرَ البُكاءِ أكبَرْ ، وَ يَنقبضُ صدري فجأة ، وَ أشعُرُ بألمٍ حادٍ يُمزِّقُ قَلبي .. فأَبكي أكْثَر ، أشعرُ بالهَواء يَلفَحُ وَجهي وَ لا يكادُ يصِل رِئَتاي ، و أشعُرُ بالرَّغبة في الصراخِ كَبُركانٍ هائجٍ لا يعرِفُ للهُدوءِ أيُّ مَعنى ، أشعُرُ بالرُّوحِ في داخِلي تَحتَرقْ كَحممٍ مَصهورة.

أشْعُر فجأة برغْبةٍ في السُّكون ، أن أجْلِسَ بِلا حَراكٍ ، بِهَينومي بِهَذَياني ، لا أفعَلُ أي شيءْ وَ أسمحُ للظَّلام بأن ينْهَشَني كَما يشاء وَ للأحزانِ أن تَلتَهِمني حيةً وَ دونَ أدنى مُقاومة تَقتُلُني !

أواري دَمعَتي لَئِلا يَشعروا بِلذة انْتصارِهِم ، وَ لكن الحُزنَ المُرتَسِمَ في عَينايَ يَفضَحُني ، و أجري هاربةً إلى أية زاويةٍ تَسعني وَ دموعي التي أنْوي تَفجيرَها فيها عَلَّها تُخمِدُ نيرانَ جوفي ، علَّها تُبقي لي شيئاً من الرَّمادِ المُحتَرقِ في داخِلي !